Post Top Ad

Your Ad Spot

الأربعاء، 14 أغسطس 2019

بناء الأجيال

سنتحدث في هذا المقال عن المعلّم وفضل المعلّم وكيف نستطيع رد بعض الجميل له.
قراءة ممتعة:

بناء الأجيال :
تعتبر مهنة المعلم من أكثر المهن نُبلاً في المجتمع فهو يقوم بدور الأب في المدرسة كما يقوم الأب بدوره ضمن أسرته، وهو علاوة على ذلك يقوم بتلقين التلاميذ العلم والمعرفة ويؤدي عمله بكل صدق وأمانة وحبه لمهنته تجعله يبدع في عمله وينتج جيلاً واعيا ًمثقفاً مليئاً بالأفكار الإيجابية.
وهو بدوره هذا يعمل على بناء الوطن وازدهاره من خلال تثقيف أبنائه ورفدهم في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأدبية والعلمية.
مما يتطلب من ذلك التلميذ الذي تلقى ثقافته وأكمل تعليمه على أيدي معلمين كانوا سبباً في رقيِّه وعلمه وثقافته أن يرد لهم ذلك الفضل العظيم.
ولكن،ماهي الطريقة المُثلى لرد الجميل لذلك المعلم النبيل؟
يعبر الطلبة بطرق مختلفة عن حبهم واحترامهم لمعلميهم،فمنهم من يقدم طاقات الزهور، ومنهم يعبر عن ذلك بتقديم الهدايا الرمزية، وآخرون يخطون سطوراً كانوا قد تلعموا حروفها من ذلك المعلم نفسه،يعبرون فيها عن إجلالهم له وتقديسهم لتلك المهنة العظيمة.

 ولكن، هذه الهدايا الرمزية أو السطور القليلة تكفي لتعبر عن فضله على جيل بأكمله؟؟
فلولا الملعم لم يكن هناك من طبيب أو مهندس أو أديب أو شاعر.
ومن هذا المنطلق واعترافاً بفضل المعلم ودوره المقدس كرَّم الكثير من الشعراء والأدباء المعلم حيث نظموا قصائد تتغنى بفضل المعلم وسمُّو رسالته وقد جاء قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدل وبكل وضوح على نُبل المعلم ووجوب احترامه وتقديره:( عن أبي أمامة الباهلي قال: ((ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان: أحدهما عابد، والآخر عالم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله وملائكته وأهل السموات والأراضين حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير))  صدق رسول الله صلوات الله عليه.أخرحه الترمزي
وكان أحد السلف الصالح لا يجرؤ على شرب الماء أمام معلمه ليس خوفاً منه ولكن تعظيماً له ومهابة، و أول كلمة نزلت في القرآن الكريم هي اقرأ، فالعلم الصحيح هو طريق المؤمن للوصول إلى أهدافه وتزويده بالعلوم والمعارف حتى تستقيم نفسه وتتوق إلى ممارسة الفضائل لتصبح ملكة تطبع سلوكه في مجريات حياته

وإذا كان للمتعلم على المعلم حق تربيته، وتأديبه وتزويده بالعلوم والمعارف حتى تستقيم نفسه وتتوق إلى ممارسة الفضائل لتصبح ملكة تطبع
 فإن للعالم على المتعلم حقوقاً ينبغي
 احترامها والتقيد بها تقديراً له ولمهنته التي هي من أشرف المهن وأصعبها على الإطلاق. من هذه الحقوق ما رواه  الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أنه قال :حدثنا محمد بن القاسم الأنباري قال:حدثنا أبي، قال :حدثنا أحمد بن عبيد، قال:قال الإمام علي عليه السلام
(من حق العالم أن لا تكثر عليه السؤال ولاتنعته في الجواب، ولا تُلحّ عليه إذا كسل، ولا تأخذ بثوبه إذا نهض، ولاتفشي له سراً، ولا تغتاب عنده أحداً وأن تجلس أمامه،وإذا أتيته خصصته بالتحية وسلَّمت على القوم عامة.....) نهج البلاغة

و قال أحمد شوقي في معرض وصفه قداسة مهنة التعليم ونُبل المعلم الذي يحمل هذه الرسالة السامية:
قم للمعلم وفَّهِ التبجيلا
                    كاد المعلم أن يكون رسولا
إن المعلم حامل أعظم رسالة متمثلاً بأعظم الخلق رسولنا الكريم الذي لم يستسلم ولم يفقد الأمل قط في قومه وخلائق ربه.
فالمعلم يقتدي بالرسول حين يكد ويتعب من أجل توصيل المعلومة التي قد تكون سبيل النجاة الوحيد في مجتمعنا المظلم.
فالمعلم قدوة لطلابه وهذا الدور نابع أساساً من نظرة الاحترام التي ينظرها الطلاب إلى معلميهم
ومن هنا فإن كل أفعال المعلم وأقواله محسوبة عليه بالإضافة إلى بثه القيم الفاضلة بين التلاميذ ومراعاة ظروفهم وجعل التلاميذ قادرين على تقبل المادة الدراسية وذلك من خلال اتباع أفضل أساليب التدريس.
بالإضافة إلى تعميق اتصال التلاميذ بدينهم ووطنهم وماضيهم وعاداتهم وتقاليدهم، ودفع التلاميذ إلى التعرف على مواهبهم وبث روح الجماعة لديهم ودمجهم بمجتمعاتهم ليرقى بجيل قادر على بناء وطنه والسير به إلى مستقبل زاهر.
ميادة موسى

Post Top Ad

Your Ad Spot